(بسم الله الرحمن الرحیم)
الدفاع و الإقرار
عن سیرة المختار
مما جاء و قیل في خطبة الإمام الحسین (علیه السلام) یوم عاشوراء
قال للجیش الأموي (لعنهم الله)…
«و سلط علیهم غلام ثقیف یسقیهم کأساً مصبّرة و لایدع فیهم أحداً إلّا قتله بقتله و ضربة بضربة ینتقم لي و لأولیائي و أهل بیتي و أشیاعي منهم فإنهم غزونا و کذبونا و خذلونا»
الحمدلله ربّ العالمین و صلی الله علی محمد و آله الطّیبین الطّاهرین
و اللّعنة الدائمة علی أعدائهم أجمعین إلی قیام یوم الدّین:
أقول: في إیضاحي و بیاني: لقد جری الأخذ و الرد حول موقف شخصیة صاحب هذا البحث و العنوان و هو صاحب الولاء و قوي التشیع و مخلص الولایة و الإمامة: انه ذلک الشخص الذي برد قلوب بنات رسول الله (صلی الله علیه و آله وسلم) و حرائر الإمام أمیرالمؤمنین علي (ع) و سبایا الإمام الحسین (ع) الذي یعتز و یفتخر بذکره و إسمه الجمیل و الغالي علی قلوب الأئمة العترة الطّاهرة (علیهم السلام) و شیعتهم الإمامیة الجعفریة الإثني عشریة انه العبد الصالح و القائد الشجاع و الّتي قل ان تلد مثله النساء و الذي جاء في ذکره في تراثنا الشیعي الإمامي الجعفري حین ذکرت بعض الشّواهد عنه ان أبه لما ولد المختار بن أبی عبیدة الثقفي جاء به إلی الإمام أمیرالمؤمنین علی(ع) و هو صغیر و حیث وضع الامام علي (ع) یده الشریفة علی رأس المختار و هو صغیر السن فقال ان هذا لولد ذکي: ثم لما ذکر المختار في عهد إمامة الإمام جعفر الصادق(علیه السلام) و سؤل عنه قال عنه (س) رحم الله المختار فلو لا المختار ما اکتحلت و خضبت هاشمیة:
أقول: ان المختار الثقفي (رضوان الله تعالی علیه) هو رمز کبیر و عظیم و عملاق في تأریخ ذکری الثوار المنتقمین من الظلم و الظّالمین حیث استطاع هذا البطل بهذه الثورة الانتقام لدم الامام حسین(س) و أهل بیته و أنصاره(علیهم السلام) و أیضاً أعطی الدروس تلو الدروس للثوّار الأحرار: فهو فخر الشّیعة الإمامیة الجعفریة الإثني عشریة بل أیضاً هو یعتبر الشرارة الأولی لإنطلاق و بدء جمیع الثوارت الشیعیة الّتي جاءت في تأریخ الشیعة في الإسلام و في تأریخ الشیعة الجهادي بل لا أبالغ في قولي بأن ثورة و حرکة المختار الثقفي أنها هي المعلم الأول و المبدأ النهجي الّتي إستفادت منه جمیع طرق مجاهدین الشیعة عبر طول التأریخ الجادي في تأریخ الإسلام: و أیضاً هنا:
أقول:في إیضاحي و بیاني: في هذا البحث و السّیاق: لقد طُرح الکثیر من الشّبه و الإشکالات الضعیفة و الهزیلة و الواهنة و التّي تقلل في شأن و حرکة و نهضة و مسیر ثورة المختار المقدسة و المبارکة و المأیدة بقطعیة أهل البیت(س) و أدعیتهم لها و شیعتهم أیضاً و ضمائر المحبین لدماء أبي الأحرار و سید الشّهداء الامام الحسین (ع) نعم طرحت من هنا و هناک إشکالات و تضعیفات من أراء المشککین في قضایا و حقائق الشّیعة الأصیلة و الحقیقية و هذه الأراء الباطلة لن تأثر و لاتضعف من شأن أصل و مبدأ حرکة و نهضة و ثورة إنتقام المختار الثقفي لدم إستشهاد الإمام الحسین (ع) و إهل بیته و أنصاره نعم و لسوف تبقی حرکة و نهضة المختار الثقفي: المخلص للتشیع و الولاء لأهل بیت رسول الله (علیهم السلام) و شفاعتهم و دعواتهم و سلامهم: و هم و شیعة الإمام علي(ع) سوف تبقی مستمرة إلی الأبد علی المختار (سلام الله تعالی علیه) و علی من سار علی دربه و خطه:
نعم هي خالدة و قویة و لن تأثر فیها طروح الإشکالات الهزیلة و الضعیفة لانها نهضة محقه و حقیقیة و ذات مبادئ أصیلة و أیضاً في محلها و عقلائیه و مشروعة و أیدتها الشّواهد و القرائن و الأدلة و الإمارات و الضوابط: و لاحظوا هنا ان أي انسان له حظ من معرفة العلم حینما ینظر في أصل حرکة و نهوض ثورة المختار الثقفي(س) یکشف له الحال ان غایة و ثمرة و ملاک هدف الثورة: لم یکن لیکن هو خلیفة علی الکوفة حشی و کلا کالأمویین و العبّاسیین و غیرهم و لم یکن یقدم الزبیریین (لعنهم الله تعالی) علی ولائه و تشیعه للإمام أمیرالمؤمنین علي بن أبي طال(س) و إخلاصه للإمام الحسین(ع) و إنما کانت للإنتقام للإمام المظلوم الشهید الامام الحسین(س) و الإنسان المنصف و العاقل و المتحرر من تبعات الهوی و الهوس حینما یسمع و یری هذه الطروحات و الإشکالات الهزیلة لایری فیها محل من الإعراب لانها في أصلها لیس فیها القوة و لا الموضعیة و إنما قائلها هو علی نحو البازار الأُسبوعي و الحراج اذا أنت تقول انا أقول و هذه المزایادات الفارغة لاتصمد أمام مشروعیة موضعیة جدار فولاذ قوة و لا صلابة قضیة ثورة کثورة هذه الرجل الغیور علی دم إمامه إمام الإسلام و المسلمین شهید کربلاء الذي ما استشهد الّا لأجل مبادئ الدّین الإسلامي: و نحن هنا نرید طرح بعض الأجوبة لدفع هذه الإشکالات و التساؤلات الّتي لیس من وراءها إلّا ان تصب لصالح من یستفید من تبریرات من یصطادون في الماء العکر: و هي الأقلام الأمویة و النّواصب الّتي تدافع عن المجرم القاتل و الظالم اللّعین ابن اللّعین علی لسان رسول ربّ العالمین یزید بن معاویة الأموی (لعنهما الله تعالی) …
حیث أیضاً بررت موقف قتل یزید الأموي (لعنة الله) للإمام الحسین (ع) و قالت قتله لانه خرج علی ما یسمونه الخلیفة الأموي:
أقول: هذه نبذة ملخصة و مختصرة علی نحو الإجمال حول حیاة منتقم دماء الامام الحسین و أهل بیته و قائد نهج مسیرة
خط ثوّار شیعه أهل بیت رسول اله (علیهم السلام) المختار بن أبي عبیدة الثقفي
أقول: في إیضاحي و بیاني: تقع الطائف في الحجاز في غرب الجزیرة العربیة و تعتبر مدینة قدیمة في التأریخ: و في الأخبار أشارت عندنا في تراثنا نحن الإمامیة الجعفریة الإثني عشریة قالت سمیت الطائف طائفاً لطوافه بالبیت: …
نشأ و ترعرع المختار بن أبي عبیدة الثقفي في قبیلة عربیة و هي ثقیف الّتي دخلت الإسلام بفضل بطولات و جهاد أمیرالمؤمنین الإمام علي بن ابي طالب (ع) و اشتهرت الطائف بغزوة حنین: …
أقول: هنا من الغرائب و العجائب ان هذه المدینة الجمیلة الزراعیة قد أخرجت رجلین هما من عجائب الدهر و الدنیا فقد أخرجت و ولدت من خیر النّاس و أشر النّاس: اما من خیر النّاس الذین أخرجتهم الطائف فهو المختار الثقفي (رضوان الله علیه) و اما من شر الناس الّذین أخرجتهم الطائف هو ذلک الشخص الناصب العداوة لأمیر المؤمنین الامام علي بن أبی طالب (ع) حیث أشار و ذکر التأریخ والسّیرة ان هذا الظّالم و المجرم کان یبحث عن قبر الإمام علي (ع) حیث حفر و نبش (15) خمسة عشر ألف قبر لکي یصل إلی جسد الأمام علي (س) فلم یتمکن منه و کان یرید ان یحرقه الحجاج الثقفي (لعنه الله تعالی) و هو ید الأمویین و النّواصب و الظلم و الإجرام علی المسلمین و الموالین أتباع و شیعة الإمام علي (ع) و أیضاً هو شیطان و خلاصة الظّالمین عبر العصور و الأزمنة انه الحجاج الثقفي السفاک الجلّاد (لعنه الله تعالی).
أقول: في إیضاحي و بیاني: ان من أوضح الأمور و الشّواهد و القرائن العدیدة الّتي تضاف إلی ما أشرتُ إلیها في أول مقدمة عنوان الدفاع عن ساحة إخلاص المختار ابن ابي عبیدة الثقفي: لأسباب خروجه و نهضته و حرکته في الکوفة و العراق و هي ما سوف نسلط علیه الضوء و الکلام و هي قضایا کثیرة و أجوبة متعددة للرد علی طرح المشککین من هنا و هناک حول أهداف و غایات خورج المختار الثقفي:
أولاً: و منها رجوع المختار في الإیجازة و الاستشارة لمحاربة قتلة الإمام الحسین (ع) من خلال و سائط للإمام السجاد (ع) و أیضاً عمه السّید محمد ابن الحنیفة (ع)
ثانیاً: و منها ان العاقل یستشعر الإحساس إن المختار الثقفي انکشف له الحال و المعرفة من خلال أعمال الزبیریین نیاتهم الخبیثة (لعنهم الله) و الغیر صادقة: والذین هم قرایب بني هاشم ان تسلطهم علی مکة المکرمة و الحجاز و من ثم الکوفة و العراق لم یکن لأجل و غایة الثأر لدماء الامام الحسین(ع) و لا للدفاع عن أئمة أهل البیت (علیهم السلام) و هذه أعمالهم کشفت نیاتهم و هنا یذکرنا هذا السّیاق عن نیاتهم في التأریخ لبني العبّاس (لعنهم الله) أیضاً کانوا قرابة بني هاشم و استعملوا شعار یالاثارات الحسین(ع) و جعلوا من هذا الشعار سلماً للوصول و الحصول و البلوغ إلی خلافة و إمارة المسلمین:
ثالثاً: و منها أیضاً ان من الأمور و الأشیاء البدیهیة التّي تنزه مواقف المختار الثقفي (رضوان الله علیه) الإشارات و العبارات عن العترة الطّاهرة أئمة أهل البیت (علیهم السلام) و دعائهم و ترحمهم علی المختار الثقفي و أیضاً:
إنقلابه و محاربته علی الزبیریین الظّلمة (لعنهم الله)
و أقول: و سلام الله علی المختار بن أبي عبیدة الثقفي یوم ولد و یوم یموت و یوم یبعث حیاً هو و من سار علی دربه و خطه و نهجه الحسیني الجهادي. إلی یوم القیامة أللّهم أمین أمین یا ربّ العالمین.
«إِنتهی»


صلح الامام الحسن علیه السلام 1