(بسم الله الرحمن الرحيم)
: سيرة السّيدة الحوراء زینب بنت الإمام علي (س)
(عليها السلام)
وذکرت إذ وقفت عقیلة حیدر مذهولة تصفي لصوت أحبیها
بأبي الّتي ورثت مصائب أمها فغدت تقابلها بصبر أبیها
أیسوقها زجرٌ بضرب متونها والشمر یحدوها بسب أبیها
عجباً لها بالأمس أنت تصونها والیوم ال أميه تبدیها
:الحمد لله ربّ العالمین وصلى الله على محمد واله الطّيبين الطّاهرين واللّعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين:
نعم أقول: في إیضاحي وبياني: في الكون والوجود ان لم يكن على الإطلاق والدوام لم يتحقق في مجتمع البشرية فهو شيء نادر الوجود حينما نشير إلى تجسيد و تشبه حالة وصفة الوفاء والحزن إلّا في هذه الشخصية نادرة الوجود وهي تعتبر من قمة جبل الصبر الكبير والذي لا يساويه أي شيء في مستوى الصبر التحمل على ما وجه أي إنسان على العموم او على الخصوص اي امرة من البلاء: و أیضاً مضافاً الى ما تقدم أن هذه الشخصية والّتي كأن الله تعالى خلقها وأراد أن يجعل منها مثالاً للتأسي في الصبر نعم لو قارنا ما وقع بين مولاتنا العظيمة الثالثة بعد أُمها وجدتها وهما سيدتا نساء العالمين (علیهما السلام) على الإطلاق حتى ولو كملنا من النساء القدوة الحسنة منهن المؤمنات والصّالحات تبقى مولاتنا وسيدتنا العظيمة الثالثة بعد أمها وجدتها(س) بحسب إرتكاز وقيد حصول ما واجهته وقدمته ووقع عليها من المصائب والبلاء العظيم : وأَيضاً أَقوال المعصومین (عليهم السلام) عنها وفيها وفي شأنها المقدس و الطّاهر والمبارك وهذا المتقدم من ناحية مستوى أول اما من ناحية مستوى ثاني وأخر أقول : لا نبالغ في القول والايضاح والبيان :
وهو قول عامة المسلمين وعامة العرب والمحبین لأهل بيت رسول الله (عليهم السلام) في کلامهم يا صبر أيوب (عليه السلام)
ولكن نحن هنا نوضح و نبین بالقياس العلمي والمنطقي العقلائي في واقع الحقيقة لاتوجد اي نسبة في مستوى تحمل ما وقع من بلاء ومصائب بين الشخصيتين (س) في مستوى تحمل ما وقع من بلاء ومحن ومصائب بينهما : ولاحظوا هنا و دققوا: ان ما وقع على سيدتنا و مولاتنا العظيمة جبل الصبر الكبير الثالثة في القدسية والمكانية والرفعة في درجات الإسلام المحمدي الأَصيل بعد درجة أُمها وجدتها الكبرى (س) السّيدة زينب بنت أمير المؤمنين الكبرى (عليها السلام) وهي الجبل الشاهق والكبير والعظيم في الصبر لأجل مبادئ الدّين الاسلامي: و بین ما وقع علی سیدنا نبي الله أيوب (عليه السلام) إنما هو نقطة في بحر مقابل ما وقع من مصائب على السّيدة زينب الحوراء بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام) وما ذكرته الأخبار والنصوص وكتب السّير والتأريخ ان نبي الله أیوب (عليه السلام) فقط أبتولي في جسده بالمرض وأيضاً لم يتحمله قومه: أما ما واجهته وحصل على سيدتنا الحوراء زینب(س) من البلاء والمحن والمصائب فهو الشيء الكثير والعديد : ولقد لبست ثوب الحزن على فقدها جدها رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) وأيضاً رات بعينها وحضورها مصيبة أُمها السّيدة فاطمة الزهراء (عليها السّلام) الهجوم على دارها وحرق باب بيتها و ضربها وكسر ضلعها واسقاط جنينها وعصرها خلف ووراء الباب وخروجها خلف القوم. عصابة مجرمي وظالمين (السّقيفة الجاهلية القرشية النّواصب (لعنهم الله تعالى) وهم يضربون مولاتنا السّيدة العظيمة فاطمة الزهراء (عليها السلام) بالسوط على بدنها الطّاهر والشريف وأيضاً غصبوا وتلصصوا حقها الشرعي في فدك ثم أيضاً: شاهدت رحيل وشهادة أمها مقتولة من وراء عصرها خلف الباب وايضاً: عاصرت استشهاد ومقتل أبيها في شهر رمضان على يد المجرم النّاصبي عبد الرحمن بن ملجم المرادي (لعنه الله)
و أيضاً: عاصرت و شاهدت مقتل إستشها أخیها بالسم الامام الحسن المجتبى على يد زوجته جعدة بنت الأشعث الخائنة والخبيثة والمأجورة لمعاوية وابنه يزيد والأمويين (لعنهم الله تعالى) وأيضاً المصيبة الكبرى وهي عاصرت غصّات و محن فاجعة واقعة مصائب كربلاء و استشهاد مقتل أخيها واخوانها وأهل بيتها في معركة كربلاء و مع هذه المصائب كلها مقتل اولادها: راتهم بعینها الشریفة الطّاهره ومع كل هذه المصائب تسبا وتقيد بالحبال والسلاسل هي و بقیة أخواتها من بلدٍ إلی بلد و تضرب بالسّیاط و تشتم هي و أخوانها و أهل بیتها و تدخل مسبیة علی الطّاغیتین عبیدالله بن زیاد و یزید بن معاوية (لعنهما الله) الفاسق والفاجر والمجرم الذي أمر بقتل الإمام الحسین(س) و حملت إلی الکوفة و الشام ثم سمعت ورات بعينها في مجلس الأمويين [لعنهم الله تعالى] الشماتة وسمعت لعن أبيها وأهل بيتها ورات عبيد عبيد الله الفاسق والمجرم حمل السوط یرید ضربها ( في قصر إمارة الكوفى وأيضاً رات يزيد اللّعين (لعنه الله) في قصره في الشام يضرب رأس أخيها وإمامها الحسين (عليه السلام) بالعصا و الخيزران و بالحديدة يكسر أسنانه: ورات من جماهير الأمويين النّواصب في شوارع بلاد الشام الشتم والضرب بالأحجار والنداء عليهم بالأصوات یا خوارج الخارجين على الأمير يزيد بن معاوية (لعنه الله) ومضافاً إلى هذا الظلم وغصات مرارات المصائب أخرجها المجرم والطاغية اللّعين ابن اللّعین و ابن الطلقاء يزيد الأموي من الشام إلى الحجاز والمدينة المنورة وانه لما أخذ ينكشف أمره بسبب وعلة خطبها عند أهالي وسكان المدينة المنورة : أخبره واليه على المدينة المنورة عنها إنها قلبت قلوب المسلمين في مدينة جدها رسول الله (ص) أعادها ثانيا إلی بساتین الشام: أقول هنا لاحظوا ودققوا وفي أغلب و أكثر الترجيحات والشّواعد تشير الى ان [يزيد] الجرائم والظلم و شرب الخمور و الفسق و الفجور و اللّاعب بالقرود و الفهود و الکلاب و الغناء و الرقص (لعنه الله تعالی) دس لها السم و هي في الشام: وهذا الشيء اليسير والقليل الذي وصلنا وعرفناه عن بعض مما جرى وحصل على مولاتنا المظلومة سيدتنا العظيمة الثالثة بعد أمها وجدتها(س) في تأريخ الاسلام (عليها السلام) اذاً اقول : على ما تقدم من ذكر المقارنة بين بلاء و مصیبة ما جرى على نبي الله أيوب (عليه السلام) والمصائب والمحن الكبرى والعظيمة والكثيرة التي جرت على مولاتنا المظلومة أم المصائب والجبل الشاهق لتحمل مصائب الاسلام والمسلمين فالجدیر والأولى والأنسب ان يقول المسلمون والمحبون لأهل البيت (س) في كلامهم العام والخاص حين كل مصاب هذه المقولة (یال صبر الحوراء زينب) (عليها السلام):
أقول: هنا وفي هذا السّياق والبحث: سوف نسلط الضوء والكلام ونبين بعض سیرة حیاة سيدتنا و مولاتنا العقيلة العظيمة الثالثة في الاسلام بعد أمها وجدتها السيدة خديجة الكبرى (س) وهي السّيدة الحوراء زينب بنت الإمام أمير المومنين علي (علیها السلام) وأين دفنت من خلال التحليل والتدقیق ولعله نرد شيء من جميل ما قدمته لنا وللإسلام و للمسلمین هذه بطلة كربلاء العلوية الفاطمیة الهاشمية الحجازية المكية المدنية أنها سيدة نساء المسلمين والعرب والعجم والحجاز والجزيرة العربية الثالثة بعد اًمها وجدتها ( عليهن السلام أجمعين) …
أقول : في إيضاحي و بياني : حول كيفية نشأة حياة سيدتنا ومولاتنا العالمة الغير معلمة : السيدة العلوية الفاطمية المحمدیة الهاشمية المكية المدينة الحجازية : لقد تتلمذت و عاصرت روح السّيدة الحوراء زينب بنت الامام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) خمسة من المعصومين (عليهم السلام) رسول الله (ص) و الإمام علي و السيدة فاطمة الزهراء والامام الحسن والامام الحسين (عليهم السلام أجمعين ) :
وأيضاً لقد توارثت الکثیر من أبائها سوء الأنبیاء و الأوصیاء والنجباء فهي حفيدة النّبي إبراهيم وإسماعيل (علیهما السلام)
وأيضاً : توارثت من صفاة وسماة عظيمة من سيدة نساء العالمين أمها و أيضاً توارثت من جداتها النساء اللّاتي عرفهن تاريخ الإيمان والأديان والشرائع السّماوية فهي حفیدة السيدة هاجر زوجة النّبي إبراهيم الخليل وأم النبي اسماعیل (علیها السلام) و هي حفيدة السيدة خديجة بنت خولید: الّتي ما قام الاسلام الا بمالها و هي حفیدة أم النّبي (ص) أمنة بنت وهب الأنصاریة الخزرجیة المدنیة: و أیضاً: حفیدة السیدة فاطمة بنت أسد الّتي ولدت مولودها في جوف و داخل الکعبة المشرفة و هي أیضاً: عاصرت إثنین من المعصومین الذان جاءا بعد أصحاب الکساء و العباء و هما الامام السجاد زین العابدین و الإمام الباقر(علیهما السلام):….
وأقول : أن جميع ما استلهمته وحوته من صبر وشجاعة وإرادة مولاتنا وسيدتنا السّيدة الحوراء زينب الكبرى (عليها السلام) وأيضاً من العلوم والمعلومات الدينية والشرعية وصبرها العظيم والكبير والذي ليس له نظير بهذا المستوى والذي لا يطيقه ولا يتحمله أحد إلا من تقدمها من أسلافها الذين سبقوها لأجل تبليغ رسالات دين الله سبحانه وتعالى: و مما يلاحظ ان صبر السيدة زينب (س) كيف تحملته وهي في مواجهة المصيبة بعد كل مصيبة أخرى بحيث لو كان من شجعان وأبطال الرجال وأقوياهم غير المعصومين(س) لن هار وسقط وتراجع عن قضيتة ولكن السر المكنون في حياة هذه السيدة القدوة الحسنة والتي تجسد الصبر بجميع أنواعه وهي مضرب الأمثال في الصبر والصابرين والتحمل في جميع شؤونه وهي جبل الصبر الكبير ان مما يكشف من الأسرار في كيف صدور منها روح الصبر والقوة على الصبر على مواجهة المصائب والظلامات التي وقعت عليها وعلى أهل بيتها :
هو اولاً: دعاء و إرشادات المعصومين (س) لها ممن سبقوها و عاصرتهم وعاشت معهم و تربت أنفاسها الطاهر والعظيمة معهم فقد سمعت التوجيهات لها من أبيها وأمها وأخویها(س) على حثها على التحمل الصبر لعلم مسبق عندهم من قبل الله تعالی لذلک أسدوا و قدموا لها کلمات الصبر و الإرشاد و هي مواقف کثیرة و علی سبیل المثال و الذکر موقفها مع أخیها و إمامها الامام الحسین(س) في یوم العاشر مد و مسح بیده الطّاهرة و الشریفة و المقدسة علی صدر أخته السیدة الحوراء زینب (علیها السلام) و هو یحثها علی الصبر و یقول لها (أُختاه فلا تشقي علي جیبباً و لاتخد شي علی وجها و لایذهب بحلمک الشیطان) و مضافاً إلی هذا الکلام: لاحظوا: ان قوة الإیمان التي تحمله و تتمتع به مولاتنا و سیدتنا الحوراء زینب(س): کان یمليء علیها الصبر فقد شاهدت و عاصرت بأم عینها الشریفة کیف تحملت أمها المصائب لأجل الإسلام و الإمامة فأرادت ان تسیر و تستمر علی نهج أمیها و أبائها لأجل دوام رسلة الإسلام و العمل بمبادئ الإیمان حیث کشف ذلک موقفها و هو لیلة الحادی عشر من المحرم: حینما إنتهت المعرکة بإستشهاد الإمام الحسین(س) الذي منع عنه الماء الجیش الأموي (لعنهم الله) هو أهل بیته و أطفاله و أنصاره (علیهم السلام) خرجت (علیها السلام) تتخطی القتلی و من بین القتلی) ولدیها فذهبت قاصدة مرادها جسد أخیها شهید کربلاء و شهید بقاء الدین الإسلامي الکبیر و العظیم حیث وقفت علی جسد أخیها المقطع و المرضوض بحوافر خیل جیش أبناء الطلقاء الکافرین و الرافضین إمامة الامام المعصوم(س) لاجل طاعة السلطان الجائر و الطالم و للأموال و الدنیا و الکره لابیه الامام علي أمیرالمؤمنین(س) الذي قتل أبائهم في معارک الدین الإسلامي: وقفت علی جسده أخیها الإمام الحسین(س) و وضعت یدیها تحت جسده الطّاهر و الشریف و المقدس و هي تقول اللهم تقبل منا هذا القربان اللهم ان کان هذا یرضیک فخذ:…
و أقول: هنا في هذا السّیاق هکذا أشار التأریخ عن بعض سیرة مولاتنا و سیدتنا العظیمة جبل الصبر الکبیر في کل زمان و مکان (علیها السلام) أنها تنقلت في أصلاب أجدادها و نسل النبیین و المرسلین و الأوصیاء والصّالحین: (علیهم السلام أجمعین) حیث ذکرت الأخبار في تراثنا و نصوصنا الموروثة عن العترة الطاهرة أهل بیت رسول الله (علیهم السلام) روی الطبرسي في کتاب مکارم الأخلاق ص 643 في وصایا النّبي (ص) للإمام علي (علیه السلام) قال النّبي: (یا علي إن عبدالمطلب کان لایستقسم بالأزلام و لایعبد الأصنام و لایأکل ما ذبح علی النصب و یقول أنا علی دین أبي إبراهیم(علیه السلام):…
أقول: هنا لقد وصف الامام المعصوم علي بن الحسین السجاد زین العابدین(علیه السلام) عمته الحوراء زینب (س) أنها هي من أعظم علماء و عالمات المسلمین و العالم أجمعین حیث وصفها بقوله أنها هي (عالمة غیر معلمة و فاهمة غیر مفهمة)
و أقول: أیضاً ان شخصیات و عظماء و أناس جاء في تأریخ الإیمان و التدیون و الإسلام و الأدیان السّابقة التوحیدیة المحقة و کانوا قریبین من منصب و منزلة العصمة التشریعة و لکن الله سبحانه و تعالی في الازل و في عالم الملکوت و الجعل الإلهي قدر و عین و جعل لعالم الکون و الوجود و التکلیف عدد المعصومین الذين نصبهم و ألبسهم ثوب وظیفة العصمة التشریعیة و المسولیة في تبلیغ و تشریع الأحکام للإنسانیة و قد وجود و ذکر في السّیر و التأریخ و مصادر التفاسیر و الأخبار عدد و مجموعة من الصّالحین و الأتقیاء و الورع و التدیون مصاحبین للأنبیاء و الرّسل و الأئمة العترة الطاهرة: و کانوا یتمتعون بصفاة وسماة و مزایا و إخلاص تؤهلهم لمنصب تولي مرتبة و منزلة العصمة التشریعیة حیث وجدت بعض الشّواهد و الإشارات تصرح بذلک و هو قول الأئمة الأطهار(س) لأکثر من واحد من اولاد أهل البیت(س) کما قیل لسیدنا القاسم بن الامام بن موسی الکاظم: (علیهما السلام) و أیضاً للسید محمد بن علي الهادي (علیهما السلام) و أیضاً السید عبدالعظیم الحسني و السید علي بن جعفر صاحب کتاب المسائل حیث قیل لهم (أحدث لله شکراً فقد کاد أن یحدث فیک أمراً)…
و من بین الشخصیات الذین کانوا مأهلین و هم: مولاتنا و سیدتنا الحوراء زینب(س) و سیدنا أبوالفضل العبّاس ابن الإمام علي(س) و السّیدة فاطمة المعصومة بنت الکاظم(س) و العبد الصّالح و المؤمن حواري و تلمیذ رسول الله(ص) و الامام علي(س) الذي سماه رسول الله (ص) سلمان المحمدي (رضوان الله تعالی علیه)
و أقول: أیضاً هنا لاحظوا: ان الحوراء زینب أیضاً اشتهرت في تأریخ الکرم و الکرماء و العطاء في تأریخ الإسلام و العرب فهي في الکرم کأبأئها فکانت اذا طرق الباب علی دورأهل البیت في المدینة المنورة و کانا أخواها الإمامان الحسن والحسین(س) خارجا الدار: المساکین و الفقراء و الأیتام و قاطع السبیل و المحتاج کانت تدفع لهم من وراء الستر و الحجاب المال و الطعام و الغذاء:…
و قد ذکرت کتب السّیر و التأریخ و الأخبار: کانت الحوراء زینب (س) مشهورة في المدینة المنورة و الکوفة بشدة الستر و الحجاب حیث من کان مجاوراً لبیت الإمام علي(س) قال کنا لا نری شخصاً و لا ضلاً للحوراء زینب(س) و کان الإمام علي(س) اذا أخرجها لزیارة قبر أُمها في المدینة المنورة لتزوره یخرجها في منتصف اللیل و یطفي ضوء القنادیل حتی لایری أحد شخص الحوراء زینب (علیها السلام) …
أقول: کانت ولادة مولاتنا السیدة الحوراء زینب(س) بنت الامام علی(علیهما السلام) علی ما هو المشهور في السّیرة و التأریخ في سنة (6) ست للهجرة النّبویة و في (5) خمسة من شهر جماد الأولی ولدت السّیدة زینب (علیها السلام):…
و کانت وفاتها (علیها السلام) في (15) الخامس عشر من شهر رجب عام (62) للهجرة النّبویة:…
أقول: هنا في ایضاحي و بیاني: لابد علی القارئ الکریم ان یلاحظ و یدقق في ملابسات و الغموض الذي التف حول مأساة وفیاة أهل البیت من الذین تلاعبوا و بدلوا و غیرو حرفوا و هم النّواصب و هم أقلام الأمویین و لاسیما من کانوا في طوال التأریخ و من کتبوا فیه و کانوا یعیشون في بلاد الشام و مصر حیث ان الشام کان فیها بنو أمیة (لعنهم الله) و ان مصر عاش فیها و ولي علیها رأس المکر و الخدیعة للأمویین و المحب للسلطة و الأموال و الإمارة و المفرق بین المسلمین و مستشار معاویة الشیطاني عمرو بن العاص (لعنه الله تعالی) و أیضاً جاء و استولی علی حکم مصر ذلک الشخص الناصبي المعادي لأهل البیت و لشیعة الإمام علي: انه (خراب الدین الأیوبي) (لعنه الله) لاحظوا: في بلاد الشام عاش الکثیرون من علماء أقلام الأمویین و النّواصب کإبن تیمیة (لعنه الله تعالی) فهو غیر الکثیر و حرف الکثیر من حقائق و قضایا و عقائد الدین الاسلامي و کان عدواً (لعقائد أهل بیت رسول الله(علیهم السلام) و شیعتهم اما الثاني (خراب الدین الأیوبي) استولی علی حکم مصر و غیرها من بلد المحبین لشعائر برکا العاشقین و المحبین لأهل بیت رسول الله(علیهم السلام) و منع المسلمین من إحیاء الشعائر و المناسبات و الأعیاد التي کان یُقمها سکان أهالي بلاد مصر العاشقون و المحبون لأهل البیت(س) و من الموانع و الأعمال التي فعلها هذا الشخص النّاصب العداء لأهل البیت(س) و وارث أسالیب النصب و العداوة الأمویة و أصحاب السقیفة و الخووارج: و من الأفعال و الأعمال المشینة و الظالمة الّتي قام بها لمنع نشر تأریخ أهل بیت رسول الله(علیهم السلام) في تأریخ المسلمین و العرب هو عمل وقام علی تغییر الإسم الحقیقي لجامع و مسجد السّیدة فاطمة الزهراء (س) بنت رسول و نبي المسلمین و العرب و سماه الجامع الأزهر
و أیضاً: عمل و قام و أقصر و أجبر سکان مصر علی ترک مذهب أهل بیت رسول الله (س) المذهب الجعفري الامامي الإثني عشري و الذي کان یتعبد به أهالي سکان مصر المسلمون قبل ان یحتل بلاد مصر الفاطمیة و یستولي علیها (خراب الدین الأیوبي) (لعنه الله تعالی)
و أقول: في ایضاحي و بیاني: لا شکّ و لا إشکال من المغالطات و التناقض و الأخطاء و التقصیر الغیر معذور و الغیر مبرر ان الناس من المسلمین و العرب من الکتّاب و القرّاء من غیر أتباع مذهب أهل بیت رسول الله(س) العترة الطّاهرة (علیهم السلام) لم یأخذوا و یذهبوا في التحلیل و التحقیق بأدلة و براهین و شواهد و نصوص شیعة أهل بیت رسول الله المامیة الجعفریة الأثني عشریة: في شأن قضیة و مسألة عنوان أین دفنت السیدة الحوراء زینب بنت الامام أمیرالمؤمنین علي بن أبي طالب (علیها السلام) و إنما عملوا رجماً بالغیب من خلال الحقد و العداء لهم: و إنما اعتمدا في منهجهم بأسلوب خالف تعرف و رکنوا و بقوا علی النهج و الأسلوب القدیم إتباع سالف و سلف الصّحاح و السُّنن التي ملأت بالتعارض و الضعف و التناقضات و المغالطات و الإختلاف بین الرّوایات و الأخبار المدسوسة و الّتي رفضها العلماء أصحاب البصیرة و الفهم و الّذین لایخونون الأمانة العلمیة:…
و من خلال هذا السیّاق في البحث و النقاش سوف تتضح الأُمور و الحقیقة و ندفع الأقوال و التشکیکات التي قالت أنها دفنت في مصر و في قول أخر أنها دفنت في المدینة المنورة و هذه هي الأراء الباطلة و الضعیفة التي قالها أصحاب أبناء العامة أتبا الخط الأموي و العبّاسي و السّقیفة:
انه کان لوجود تولي عمرو بن العاص و أیضاً (خراب الدین الأیوبي) الأثر البالغ في محاربة أثار و علوم و عقائد و قضایا و تراث أهل البیت(س): و مما اشتهر به و عمل به الناس و سکان أهل مصر و لشدة حبهم لأهل بیت رسول الله(ص) و علی الخصوص في زمن الدولة الفاطمیة تسمیةأبنائهم بمسمیات أسماء أهل البیت (علیهم السلام).
وحیث مما اشتهر في تأریخ مصر في عهد التأریخ الاسلامي عرفت فیه کثیر من النساء الصّالحات و المتدینات و کانت امرأة صالحة کانت تعیش في ذلک الزمان و هي من النساء المتصوفات کرابعة العدویة و غیرهنّ فأحبها الناس و ماتت بینهم و کانت تسمی زینب و شیدوا لها مزاراً و قبراً کبیراً: و لاحظوا أیضاً هنا: توجد بعض الشّواهد و العلامات و القرائن التي تشیر ان یزید بن معاویة و الأمویین لما فرحوا بقتل الامام الحسین(علیه السلام) أرادوا ان یشهروا بعترة أهل البیت(س) و سبایا الامام الحسین فأمر اللّعین یزید المجرم و الظالم ان یشهر بعتر ال بیت رسول الله(س) في بلاد أرض الشام:…
أقول: بالقطع في هذا الکلام ان جمیع المأرخین و أهل السیرة کانوا یسمون بلاد الشام في قدیم الزمان و في الأمم السّابقة بالهلال الخصیب لان بلاد الشام هي بلاد زراعیة و تکثر فیها البساتین و الغابات المزروعة: و في علم الجغرافیة و التأریخ ثبت بالقول الثابت ان بلاد الشام هي تتکون فقط من أربعة (4) بلدان و أوطان و هي سوریة و لبنان و لفلسطین و الأردن:
و المشهور في التأریخ ان یزید الأموي (لعنه الله) أراد ان یشهر بسبایا و رأس الأمام الحسین سبط رسول الله(ص) في بلاد الشام و الذي یظهر من الشهواهد و ینسجم معها ان القرائن و الأدلة التأریخیة تشیر ان سبایا الإمام الحسین(ع) لم یبقوا و لم یمکثوا في بلاد الشام طویلاً و السبب و العلة في ذلک هو ان یزید بن معاویة (لعنه الله) جرت عدة حوادث و أمور و أشیاء خاف منها ان تکشفه لجماهیر و سکان و أهالي بلاد الشام انه الظالم و القاتل الذي قتل ابن و سبط رسول الله(س) و سباذریة أحفاد النّبي (ص) فعجل بإخراج سبایا الإمام الحسین(س) و الحوراء زینب و الامام السجاد زین العابدین (علیهما السلام) إلی الحجاز و المدینة المنورة:…
و لاحظوا: و دققوا هنا: علی ما تقد ان في بلاد مصر عاش فیها الکثیرون من السادة من بني هاشم و من أهل البیت (س) کما هو مشهور السّیدة نفیسة من نسل الامام الحسن المجتبی (علیها السلام) و أیضا الفاطمیون الذین أسسوا الدولة الفاطمیة في بلاد مصر و أسسوا عاصمتها القاهرة و کانوا یتسمون بأسماء أهل البیت المعروفة: فمن المستبعد ان تکون سافرت و حُمِلت او ذهبت الحوراء زینب الکبری بنت الإمام علي (س) إلی مصر: فتوهمت و اشتبهت تلک الأراء و التشکیکات الباطلة التي حشرت و أقحمت بالقول رجماً بالغیب ان السّیدة زینب 0س) الکبری بنت الامام علي (س) دفنت في بلاد مصر و هذا الرأي و مستبعد: بل المحتمل ان المرأة الّتي دفنت في مصر هي من النساء الأخرویات الصّالحات او مرأة ثانیة من نسل بني هاشم: بل المشهور و الأرجح عندنا و في تراثنا نحن الإمامیة الجعفریة الإثني عشریة و في السیرة و التأریخ ان الحوراء زینب (س):
لما أخرجها و أرجعها یزید بن معاویة (لعنه الله) المجرم و الظّالم اللّعین الی المدینة المنورة بقیت في المدینة المنورة تخطب و تبین و تشرح أهداف ثورة الإمام الحسین(س) و شهادته في کربلاء و أخذت تکشف القناع و اللّثام عن جرائم أعمال بني أمیة و شرورهم و خطرهم علی الدین الإسلامي فخاف و الي المدینة و کتب إلی یزید عن شأنها فأمره یزید اللّعین الأموي (لعنه الله) ان یخرجها من المدینة المنورة إلی الشام: فأجبرها و الي یزید علی المدینة المنورة و أخرجها إلی مزارع بساتین الشام: فأخرجت هي و معها زوجها سیدنا عبدالله بن جعفر(س) و من المرجحات أن یزید بن معاویة (لعنه الله) دس لهاسماً و هي مقیمة تعیش أخر أیام عمرها و سنینها الشریفة و الطّاهرة في مزارع بساتین الشام فقتلت و مرضت من وراء ذلک السّم فتوفیت في مزارع الشام و دفنها زوجها السید عبدالله بن جعفر الطیار فیها (علیها السلام) و هذا هو الأغلب و المشهور و الأعم و الأکثر إنسجام مع شواهد و قرائن التأریخ و الأدلة العلمیة لرأی علماء و محققین الجعفریة الإمامیة الإثني عشریة أنها دفنت في مزارع الشام:
إنتهی


صلح الامام الحسن علیه السلام 1